تطور أدب الأطفال

الاهتمام بالاطفال فى العصور القديمة
لا نستطييع أن ننكر اهتمام السابقون بالاطفال وبناء شخصياتهم دون مصطلحات او مفاهيم جديدة كأدب الأطفال .. فنجد اليونانيون القدامى " الاسبرطيون " يتركون اطفالهم بعد ولادتهم ليلة كاملة عراة على قمم الجبال ، اما العرب فكانوا يرسلون اولادهم فى يومهم الثامن مع مرضعاتهم الى الصحراء حتى يبلغوا الثامنة والعاشرة ليتعودوا بذلك على قسوة الصحراء وخشونة الحياة فيها ..مما يؤهلم الى لحمل السلاح والحياة بخشونة ..حتى انهم كانوا يطلقون على اولادهم اسماءاً مفزعة وعلى عبيدهم اسماءاً مريحة وناعمة .
وفى الحضارة الصينية والحضارة الفرعونية وبمراجعة بعض مصادر الحضارة اليونانية الرومانية القديمة , فإننا نلحظ بعض المشاهد والمعلومات والأفكار التي تبني علي عناية تلك الشعوب بالنواحي الدينية الأطفال حيث يحرصون علي تعليمهم قيم البطولة والشجاعة والدفاع عن النفس من خلال تدريب بدني وتدريب ذهني مرتبط بتلك القصص الأسطورية والبطولية التي أشرنا إليها آنفاً .
وعلية فأدب الأطفال في العصور القديمة لم يكن واضح المعالم

أدب الأطفال في العصور الوسطي
يبقي التراث الفلكلوري والشفهي أساسيا في عملية تشكيل الجذور التاريخية لأي حضارة .
ولهذا عندما أخترعت الطباعة كانت القصص الفلكلورية أول ما طبع .فلقد أبتدا (أوليام كاكستون)
أول مطبعة في أنجلترا عام 1476 والتي أعتبرت فيما بعد خطوة تاريخية هامة سارعت بشيوع كتب أدب الطفل .
وفي هذا المجال يورد تاونسند أن (الكتب قبل أدخال الطباعة كانت بادرة وثمينة كما أنكتابة الكتب بهدف تسلي الصغار كانت أمر مستحيل سواء أقتصاديا أو نفسيا , وهكذا فإن كتب الأطفال الأولي عندما كتبت كانت ترمي لأغراض تعليمية عظيمة .وغالبا ما كانت كتب في الأدب والسلوك.
ومع أن (كاكستون ) لم يكف بنية أن تكون كتبة موجهه للصغار ,ألا أن ثلاثة منها لاقت القبول عند جمهور الأطفال فتبنوها , وأصبحت كتب للأطفال علي مر السنين . وهذه الكتب هي (الثعلب رينارد , خرافات أيوب , وموت آرثر)ثم ظهرت الكتب الورقية في القرن السادس عشر , والتي ساهمت في شيوع الكتب حتى في الوقت الذي بدأت فية كتب الأطفال تأخز مناحي جديدة وقد ظهرت حكايات بيرو ، الأوزة الأم ،والتي نشرت في عام (1698 )فقد دمغت بدايات كتابة القصصي التقليدية وبالتحديد لغرض تثلية الأطفال بدلاً من تبني الأطفال لقراءات كانت قد كتبت لكبار .
أما قصص المغامرات مثل ( روبسون كروزو ورحلات جوليفر) فما هي إلا أمثلة علي هذه القصص التي كانت بمثابت الهواء الطلق للأطفال بغض النظر عن حقيقة أنهم لم يكتبوا أصلا للأطفال .
وقد جاءت هذه القصص تعبر عن انماط جديدة للتفكير ،وبرزت مع نمو الطبقة الوسطى في القرن الثامن عشر ،مما كان له أثر كبير على صناعة النشر وظهور الناشرين ال جانب بائع الكتب .
اما ( جون نيوبري ) الذي كان معجبا بلوك فقد كان كاتبا وناشرا لكتب الاطفال في انجلترا .
وقد حققت كتب (نيوبري )نجاحا هاما في تطور أدب الاطفال وجاء (جان جاك روسو ) الذي كان معلما فرنسيا ليعبر عن أرائه في كتابه (أميل) :فلقد أحس روسو بأهمية ان ينمو الطفل طبيعيا ،وان يترك التعليم لمراحل أخرى متأخرة ،وقد عبر ( تاونسند ) عن الفرق بين كل من فلسفة لوك وروسو بما يلي ( انتقي لوك وجهة نظر متحررة وعقلانية تجاه التعليم ، بينما اراد روسو واحدة جديدة عليه ، فلقد أب روسو الطبقية والبساطة والكلية (√ . كذلك فلقد خلقت الحركة الرومانسية رغبة في استكشاف الادب الشعبي نتجت عن احداث نقلة هامة في نظة للاطفال والطفولة .
وكما انعكست الاتجاهات والعقائد التطهيرية في كتب الاطفال ، ومراعاة الواجب تجاه الله والوالدين ، كما ازداد الاهتمام بالحياة العائلية والطفولة وتصاحب ذلك مع التركيز على عدم ا مساواة المرأة بالرجل ، أي ان العهد الفيكتوري وكما يراه ميجس ( كان عهدا دينيا شكل الدين جزء هام من الحياة العائلية ) . وتؤكد نوتون أن التغيرات اليت اثرت على أدب الاطفال الفيكتوري كانت عدية ،فلقد بأت مرحلة الطفولة تصبح مقبولة . وبدأت تنمو وتظهر مشاكل الطبقة العاملة إضافة للصراع بين الطبقات .
أما التطورات العلمية وما رافقها من إشكاليات دينية إضافية للتغير في الآراء تجاه المرأة فقد جاءت كلها لتساهم في هز و خلخلة المعتقدات الاجتماعية السائدة . وقد مهدت هذه التغيرات الطريق لظهور كتب المغامرات والخيال في قصص الاطفال .
أدب الأطفال عربيا
ولم يفرد الاب العربي القديم والوسيط للاطفال إنتاجيا أدبيا مخصصا لهم أو موجها إليهم ، لكنه جعل الاطفال موضوعا لبعض الادبية .
ولعل ابرز الاشكال الادبية التي أتخذت الاطفال موضوعا لهذا كانت القصيدة الشعرية . وكان أهم غرض شعري في هذا الصدد هو رثاء الابناء ، وخاصة الاطفال منهم ، كما نجد غرضا آخر يرد في بعض الابيات الشعرية ينوه بإيثار الاطفال ، ويصف محبتهم والشعور بالمسؤولية نحوهم .
أما في النثر فستجد أشكال من النصائح والوصايا التربوية المتعلقة بتعليم الاولاد وتهذيبهم ، وخاصة الموجهة الى مؤدبي الاطفال ومربيهم . وهذا ينبهنا الى أن فحصا دقيقا لمصادر التراث العربي القديم ، وصفوه المأثور الشعبي العربي قد يكشف عن وجود نصوص وافرة تصلح أن تكون مادة لأدب موجه للااطفال .
ففضلا عن وجود نصوص وافرة تصلح أن تكون كمادة لأدب موجه للاطفال في هذا الصدد مثل ( كليلة ودمنة ، والغواص والاسد ) فان الكتب التي تتضمن قصص الاخبار والمغزي والاسفار ، مثل كتاب ( مختصر العجائب والغرائب المنسوب للمسعودي ، تحفل بمادة ثرية يمكن إعدادها لمطالعات الاطفال ،واستلامها فب ي انتاج جديد موجه للاطفال .

أدب الاطفال في العصور الحديثة :
يعتبرالعصر الحديث عصر أدب الاطفال بكافة وسائله المقروءة والمرئية والمسموعة فمنذ عصر النهضة حدث تحول في الادب المخصص للطفل ،وكان من بين تحولاته الجديدة الالتفات الى الاطفال والكتابة فيما يتصل بتنشئتهم
وتثقيفهم . وقد ظهر هذا الالتفات في كتابات الرواد من أمثال ( رفاعة الطهطاوي وعلى مبارك).
وتوالت الكتابات منذ ذلك الحين ، وهي تعني بتخصيص جانب من نتائجها للاطفال واليا فعين ولهذا لم غريبا في هذا المناخ أن يفرد شاعر كبير مثل احمد شوقي عددا من قصائده يوجهها للاطفال يراعي فيها مستواهم الادراكي وحصيلتهم اللغوية ونوعية التشويق الذي يجزب مرحلتهم العمرية .
كما نحد شاعرا آخر معاصراًله هو ( محمد الهواري يكاد يتخصص في التاليف الشعري للاطفال وفي العصر الحديث بدأ أدب الاطفال يتجه الى التراث ؛ فنجد بعضا من نوادر جحا وشيئا من قصص السندباد ، ثم انفتح على قصص المغامرات والألغاز التي فتن بها الاطفال كثيرا .
وقد أثمرت هذه الجهود المتوالية في العناية بالادب المكتوب للاطفال ، الامر الذي جعل الهيئات الرسمية والجمعيات الاهلية تنشط لرعاية الطفولة والعناية بتنشءة الاطفال .
ولم يعد الامر قاصرا على اصدار كتب الاطفال فحسب ، بل جزئ العمل على إنشاء المراكز والمعاهد زالادارات المختصة ، وقد تتابع اصدار مجلات ودوريت خاصة بالاطفال ، في معظم البلاد العربية . ومن أهمها حكايات حارثة ومجلات سمسم وسمير وميكي وعلاء الدين وماجد وباسم واحمد والشبل وغيرها .
المصدر من الانترنت : ملتقى نت
http://www.multka.net/vb/archive/index.php/t-21033.html
مصادر المقالة وفقاً لما جاء على صفحة الملتقى نت
1 - موسوعة العلمية العالمية الرياض ( 1986 ) ج 1 حرف ( أ ) .
2 – أدب الطفولة : أصوله ومفاهيمه ، د . احمد زلط القاهرة ( 1994 ) ط 2.
3 – أدب الأطفال العربي الحيدث ، د . تغريد القدسي ، الكويت ، أكتوبر ( 1992 ) .