يبدأ تاريخ كتب الأطفال في انجلترا – ربما – في القرن الخامس عشر وساعد فرسان الملك آرثر ، وروبن هود خبر مثال ..
لكن المدرسة الواقعـية من المؤرخين تعتبر عام 1744 هو البداية بصدور كتاب ( صغير جميل للجيب ) عن " جون نيوبرى " ..
قبل ذلك كان الأخلاقيون يعظون ، وأصحاب الخيال من الأطفال لا يجدون ما يقتاتون به ، والمتعة مفتقدة في الكتب – ونشر نيوبرى نحو عشرين كتابا للأطفال من بينها ( أنغام الأوزة ، أغنيات للمهد ) .. ليس هناك نسخة واحدة من الطبعة الأولى وإن كانوا قد أعادوا طباعاتها ..
وجاءت نظـريات " جون لوك " حول التربية ، وقال أن حكـايات ايسوب وقصص العهد القديم صالحة لتعليم القراءة للأطفال ، لكنها تضيع في زحمة الكتب السيئة .. كان تأثير ذلك كبيرا خلال القـرن الـ 18 .. لكن التأثير الكبير حقا في الكتب التعليمية الخاصة بالأطفـال ، كان للفرنسي " جان جاك روسو " بنشره ( اميل ) سنة 1762 .. ولم يكن روسو وهو ينادى بضرورة ترك الأبناء ينمون وفق ( الطبيعة ) ، ولم يكن يدرى إلى أي مدى سوف تحتضن نظريته هذه بواسطة المدرسين والآباء في انجلترا ..
ويأتي كتاب " روبنسون كروزو " مثال لهذا التأثر ، وكم كان الإقبال على هذا الكتاب شديدا ، وإلى يومنا هذا ، ، كعمل ممتع ، قلده الكثيرون .. ثم ظهر " سيروالتر سكوت " الذي كتب ( حكايات جد ) ما بين 1828 – 1830 وقد أقبل الكثيـرون على كتبه لما فيها من إثارة وعاطفية .. وجاءت بعده " مس يونج " ممثلة للعصر الفكتورى ، ومعها آخرون منهم " كاترين سنكلر " التي قدمت ( بيت الأجازة ) وهو واحد من أهم كتب الأطفال تاريخيا ، لأنه كان يهدف إلى تغيير المادة التي يقرأها الأطفال ، ونجح في ذلك لأنه ظل يقرأ على مدى يتجاوز قرنا من الزمان ، فقد امتلاء ببهارات الخيال ، والضجيج ، والأطفال الذين يتمادون في الأعمال السيئة و الشقاوة المنقطعة النظير ..
وابتكر الأمريكي ( صامويل حودريش ) شـخصية ( بيتربارلى ) التي لقيت إقبالا كبيرا فيما بين 1827 – 1860 وبيعت كتبها بالملايين في أمريكا وانجلترا .
وقبل عصر ( أليس في بلاد العجائب ) ظهر عملان ..
1. أيام مدرسة توم براون " توماس هوفس 1857 "
2. أطفال الماء " شارلز كينجسلى 1863 "
والمؤلفان كان صديقين ويشتركان في الكثير من الأفكار السياسية والاجتماعية وتظهر أشعار " اسحاق واتس ، آن وجين تيلور ، وليم بلاك " ثم يجئ " ادوارد لير " .
وتعود الحكايات الخرافية في منتصف العصر الفكتورى بسبب ترجمة كل من " جريم أندرسون ، أسبيرتسون " .. وينتمي لهذه الفترة ..
• ملك البحر الذهبي " جون راسكن "
• الوردة والخاتم " ثاكرى "
ويظهر " لويس كارول " وأليس في بلاد العجائب .. وهى تعتبر من أهم – إن لم تكن أهم – معالم تاريخ أدب الأطفال في العالم .. وظهر في هذه الفترة " ماكونالد ، أوسكار وايلد ، أيدت نسبيت " .. ولهم مساهماتهم الكبيرة في بالنتين .. واشتهر الأمريكي " مارك توين ، روبرت لويس ستيفنسون " الذين استجلبا من الماضي قصصا رومانسيا حلوا .. ثم ترجم " جول فير " صاحب قصص الخيال العلمي ، وصاحبت هذه الفترة ( 1865 – 1910 ) مجموعة من الرسامين أشهرهم " كالديكوت " الذي رسم ( الشعر ) رسما رائعا .. ( اسمه تحمله جائزة الرسم في أمريكا ) .
وكانت الفترة من ( 1894 – 1908 ) من أزهى فترات كتب الأطفال ، ظهر فيها :
الأدغال .. كيلنج – الريح في شجرة الصفصاف .. كينيث جرهام – بيت الأرنب .. بياترس بوتر ، كما ظهرت بعدهم كتب " ايديث نسبت ، جيمس بارى ( صاحب بيتر بان الشهيرة ) " ويضاف إلى ذلك ( أليس ) وهذا في مجموعة يشكل تراثا فذا وضخما في أدب الأطفال الإنجليزى – والأمريكي أيضا ، فليس من السهل الفصل بين انجلترا وأمريكا في تلك الفترة ، وتأتى بعد ذلك أسماء :
• هوف لوفنج
• جون ماتسفيلد
• ميلن
• ترافيرس
• تولكين
• ايرك لنلكيتر
• مارى تورتن
• ريمرجودن
• لوسى بوستن
• بولين كلارك
وهؤلاء جعلوا من أدب الأطفال في إنجلترا سابقا لنظيره في كل دول العالم وفي الألوان الأخرى من كتب الأطفال ، لم تقد انجلترا نفس المستوى في القرن العشرين ( هناك آرثر رانسوم في المغامرة ، ولا نظير له في الآدب الأوربية الأخرى ) وفي الرواية التاريخية هناك " جوفرى تريز ، وروز مارى ستكليف ، ونويل ستريت تيد " .
أما الروايات التي تدور حول الحياة اليميوة ، والأسرة والكتب المصورة والكتب الغير روائية ، فقد كانت فقيرة إذا قورنت بالقصص الخيالية ، وهذا يقودنا إلى مقارنة مع أمريكا التي تبعت انجلترا وبادلتها التأثير في مجال كتب الأطفال إلى عام 1910 .
كانت المشكلة تتركز في حركة المكتبات .. ونموها في انجلترا ، وبخاصة الخدمة المكتبية للأطفال .. كان القليل من الاعتمادات يخصص للمكتبات .. ولم يكن هناك أمناء مكتبات مدبرون حتى سنة 1910 .. ولا ينقص هذا جهـود البعض الذين كسبوا خبراتهم من الممـارسة .. أما الباقون فكانوا يضعون الكتب في دواليب مغلقة ، أو يعطونها لمن يزيدون في العمر على 12 سنة ( هم أقدر على المحافظة عليها ) ، إلى أن صدر قانون المكتبات الجديد سنة 1919 الذي قرر أن للسلطات المحلية الحق في شراء كتب الأطفال ، وإنشاء مكتباتهم وفرض رسوم من أجل ذلك .. وكان هذا هو البداية الحقيقية لحركة المكتبات في انجلترا ..
وواكب هذا نشـاط في أمريكا في نفس الاتجاه مع مكتبات الأطفـال ، الأمر الذي أخذ بين أدب الأطفال .. لكن لم يكن هناك تعاون بين محرري كتب الأطفال وأمناء المكتبات .. مثلا أسبوع المكتبـات .. أسبوع كتب الأطفال .. لم تكن تلقى الاهتمام الكافي إعلاميا .. وبدأ تلخيص كتب الأطفال في عام 1936 في مجلة ( Junior Bookshelf ) .. وذلك بعد ظهور (Horn Book ) في أمريكا بنحو 12 سنة .. لكن لم يكن ما يعرض فيما يخص بما صدر سنويا ..
ولم يكن التدريب بالنسبة لمكتبات الأطفال ميسورا حتى سنة 1954 ، ظهر إتحاد مكتبات الأطفال بجانب اتحاد المكتبات ، تحت قيادة أمناء مكتبات الأطفال بدأت مكتبات المدارس في انجلترا عام 1930 ، وفي نفس الوقت الذي بدأت فيه في أمريكا .. وتشكل اتحاد المكتبات المدرسية منفصلا عن اتحاد مكتبات الأطفال ..
لهذا يمكن القول أن حل مشكلة كتب الأطفال تتركز في ثلاث نقاط ..
• النقد
• الاختيار
• الاستخدام
المصدر :مركز تنمية الكتاب العربي - الهيئة المصرية العامة للكتاب
الحلقة الدراسية الإقليمية لعام 1984كـتب الأطفـال ومجـلادتهم في الدول المتقـدمة