من وجهة نظرى ...عدم الاهتمام بتنمية التفكير لدى الأطفال هو أكبر وأهم الاشكاليات على الاطلاق فى أدب الأطفال العربى ، والتى يجب الاهتمام بها فى كل الاعمال الموجهه للاطفال .
وبلا شك تعانى الشعوب العربية من قصورفى تنمية مهارات التفكير لكل الفئات على السواء ..وبما أن التفكير هو تنفس العقل تعانى الشعوب العربية من اختناق العقول ...ومظاهر ذلك الاختناق هو ليس عدم القدرة فى الحصول على المعارف اللازمة .بل وللأسف عدم قدرتنا على ايجاد السبل اللازمة لاستغلال تلك المعارف جيداً لتنمية قدراتنا الاقتصادية او الاجتماعية أو حتى السياسية والصحية .
ففى مصر على سبيل المثال ..نحن فى العام العشرين لمهرجان القراءة للجميع ..وها هو شعار المهرجان لهذا العام " القراءة حق للجميع " وماذا بعد ؟؟!!! .. ماذا حدث خلال تلك العشرين عاماً .هل ظهر فى احدى المحافظات نبوغاً ما بين الأطفال ؟؟ وان ظهر كم عددهم ؟ وماذا فعلوا وماذا انتجوا ؟؟
ربما كان اداركى لهذه الاشكالية وروافدها منذ عدة سنوات ، هو احد اسباب المشاكل التى واجهتها فى وظيفتى قبل الأخيرة مع كبار المسئولين فى وزارة البيئة " أواخر عهدى بالوزارة " . عندما أصررت على تكملة استراتيجية بذرة ببرامج عملية تُطبق فى أماكن تجمع الأطفال ..برامج تحقق نتائج تسهم فى تفعيل وظائف عقولهم " تفكير- شعور - فهم " ..أى تسهم فى تنمية عقولهم وتوجيهها نحو الانتماء الى وطنهم والحفاظ على بيئتهم . لنستطيع بذلك خلق جيل جديد قادر على ادارة عقله وتوجيه وضبطه بما يحقق له الأمان والاستقرار فى كل المجالات ... وكان نتيجة اصرارهم بالتجاهل والرفض رد فعل واحد من قِبلى وهو : الاستقالة