الكتابة للطفل فن

نعم ..الكتابة للطفل فن يحتاج الى دراسة وقراءة وممارسة وخبرة بالمعايشة
اتذكر منذ  أكثر من 13 عام  حدثنى عبد التواب يوسف فقال : ان خبرة كاتب الاطفال تنضج دائماَ بعد الثلاثين ..والآن انا فى العقد الرابع واقول ما زالت الخبرة فى النضوج وستستمر طالما العالم على حاله " متغير ومتجدد تجدد الماء فى النهر "  .فعلى كاتب الاطفال بفن ومهارة ان يواكب كل المتغيرات المؤثرة على جمهوره وهو الاطفال
          لمن نكتب..؟
هل نكتب للاطفال حقاً ..أم لأبائهم وأمهاتهم ..مع بداية التسعينات كانت هناك ظاهرة لبعض من دور النشر المصرية  والتى كانت تخاطب باصدراتها عقول الاباء والأمهات  وما زال البعض يسير على نهجها بعقول تم استيرادها من  صاحبة الريادة الاولى ( دار النشر المقصودة )  والى صدر عنها  عناوين "  سلسلة الاخلاق ..سلسلة اللذين .. الخ  .. انا لا اعترض على افكار السلاسل بل اعترض على اسلوب الطرح الاقرب الى الاعداد منه الى الابداع .. وهكذا استمرت تبعات هذه الظاهرة حتى الآن فتكدست المكتبات فى كل مكان بتلك العناوين المكررة تحت شعار .. هذا ما يشتريه الأباء

وعليه.. فقد احتلت هذه الاصدارات صدارة البيع فى معارض الكتب سنوات وما زالت .
وهكذا غاب أو اغتيل الابداع من عقول ابنائنا لسنوات عديدة ..عندما اصبحت مهمة تشكيل عقولهم على ايادى تجار او محترفى اعداد من أمهات الكتب واعادة تبسيطها للصغار ..حتى اننى رأيت بعينى يوماً اصداراً بعنوان " حكايات القبور " بغلاف عليه سكين ونار ودم وشوك ..ماهذا ؟؟!!! وما علاقته بثقافة وادب الطفل ...كان الاسبرطيون القدامى يقتلون اولادهم الضعاف ويبقون على الاقوياء منهم فقط ..أما نحن فنقتل الاذكياء والاغبياء منهم على السواء عندما تركنا مصيرهم بيدى تجار الكلمة والثقافة .

ولنعد مرة أخرى لنجيب عن السؤال ..لمن نكتب ؟
ان كنا نكتب للاطفال ..فأولاً علينا معرفة الجمهور الذى نكتب له ..أى تحديد الفئة العمرية جيداً مع الالمام التام بمعرفة خصائص كل مرحلة من الخصائص المعرفية والنفسية والفنية وأهمهم البيئية  ...حيث تتغاير خصائص الاطفال المعرفية من منطقةلأخرى ..الحضر غير القرى ..اطفال السواحل غير اطفال الجنوب فى الصعيد ..لكل منهم اهتماماته واحتياجاته وقدراته ايضاً

ليست حيرة فقط يقع فيها دوماً كاتب الاطفال فى صياغة قصة يحبها ويقرؤها  جمهوره من أى مكان .. بل تزداد لتصبح تحدياً دائم مع النفس عندما يقوم الكاتب بتأليف سيناريو تليفزيونى – مسرحى – برامجى – اذاعى  مثلاً لمجموعة من الاطفال يقومون بتأديته وتمثيله !!!