خواطر فى أدب الأطفال

الكتابة للأطفال :
اذا كنت تعتقد أن الكتابة للاطفال شىء يسير وابسط من الكتابة للكبار فأنت مخطىء ، ان كتابة قصة مصورة لطفل ما قبل المدرسة اصعب بكثير من كتابة قصة أو رواية تراود فيها قراءك بزخم من المفردات والصيغ الجمالية .

أريد أن أكتب للأطفال ؟
كثيراً ما سألنى البعض ... اريد أن أكتب للاطفال ؟
لدى موهبة الحكى لاولادى واريد أن انشر قصصى للاطفال ...كيف يمكننى ذلك ؟
ولا انسى ابداً يوما جاءتنى احدى الزميلات بصحبة مدير لى فى العمل قائلاً : اريدك أن تعلميها الكتابة للاطفال لتكتب معك فى المجلة هذا العدد .
وبصعوبة أمسكت لسانى ... وقلت لها .. لامانع لدى اذهبى الآن فوراً واشترى لى حقنة لأمنحك جرعة من موهبة الكتابة للاطفال فى الوريد "
استاء مديرى كثيراً من اجابتى ولم يعلم ما اعلمه ولذا سألتها .. ما نوع الكتب التى تقرأينها ؟ وطبعاً لم تستطع الاجابة ، فسألتها متى قرأت اخر كتاب ؟ وكانت الصدمة التى كنت أتوقعها .. قالت لى : منذ أكثر من 7 سنوات .
فشعرت بالحزن نحوها وقلت لها : اذن كيف تريدين الكتابة للاطفال وقد ضيعت 7 سنوات ، ان تلك المعارف التى قمت بتضييعها كانت جزءاً من وقود كتابتك للاطفال .. وانصرفت بعيداً عنهما .
وتذكرت حينها عندما كان يطلب منى استاذى دوماً فى الحاح ان أقرأ فى السياسة لأننى لا اعيرها نصيباً من قراءاتى او اهتماماتى ، وقد كان يرى في ذلك عجزاً معرفياً لدى ... وهو ما ادركته بالفعل بعدها بسنوات .
اعذرونى انها مقدمة غلبتنى فيها الذكريات ، خلاصتها : ان كنت ترغب فى ان تصبح كاتباً للأطفال :اقرأ كثيرا وفى كل مجال .. اترك العنان للطفل داخلك ، وكُن صادقاً فى رغبتك ، ثم عش لهذا الطفل وبه ، وتأكد انك ان فعلت فستنجح فى كتابة ما يحبه ويحتاجه ويرغبه